إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 29 مارس 2011

اليوم الدلاراسي الأول:كيف تحضرين طفلك؟


اليوم الدراسي الأول: كيف تحضّرين طفلك؟
بقلم: اخصائى اجتماعى/ هانى القطراوى
من لم يبك في اليوم الأول من المدرسة؟ من لم يشعر بغصة النهوض من السرير في احد الصباحات المشؤومة من تشرين الاول (اكتوبر) للتوجه الى مدرسة غريبة، وسط اصدقاء مستقبليين مجهولين واساتذة يتم التكهن حول شكلهم واسلوب تعاملهم مع التلامذة. ناهيك بشنطة مدرسية مثقلة بالكتب الجديدة... والدروس والفروض المسائية الافتراضية التي تقابلها؟
فليقف من لم يشعر بالأسى لانقضاء العطلة الصيفية وليعلن بالصوت العالي ان اليوم المدرسي الأول لا يخيف الصغار كما الكبار، ومهما كان العمر او الصف... فكيف بالحريّ اذا كان العمر اربعة اعوام واذا كان الصف الأول في الحضانة كما الانفصال الأول عن «الماما»؟
خوف المجهول
الخوف ينبع من المجهول، مقولة تنطبق مئة في المئة على التلميذ الصغير الذي يتوجه اول مرة الى المدرسة: لا يعرف اين قاعة دروسه، ما اسم معلمته، كيف سيمضي وقته داخل الصف، من هم رفاقه، كيف سيتمكن من معرفة بأي باص سيعود الى المنزل... وتفاصيل كثيرة وعديدة تراود عقله الصغير ولا يعرف كيف يعبّر عنها.
وقد يتحول اليوم الأول من المدرسة في حياة الطفل مأساة حقيقية ان لم يتم تحضيره نفسياً بشكل ذكي ومسبق عبر اطلاعه على التفاصيل الصغيرة المتعلقة بيومه المدرسي الاول.
يقول علماء النفس في هذا الصدد ان الولد قبل سنّ الثالثة لا يقدر معنى الوقت، بحيث ان عدم رؤيته لوالدته قد تعني له غيابها الأبدي عنها. من هنا، هلعه حيال الانفصال عنها الذي يستوجب تحضيراً مسبقاً شهراً على الأقل قبل المدرسة. فتغيب الأم نصف ساعة في اليوم الاول، ومن ثم تجعل الغياب يطول رويداً رويداً كي يعتاد ابنها تدريجاً.
من جهة ثانية، تكتسب زيارة المدرسة اهمية قصوى قبل بدء الدروس بحيث يطلع التلميذ الصغير على الاروقة والصفوف والملاعب فيها كي يطمئن الى ما سيجده هناك.
ومن الأفضل ايضاً ان يتعرف الى المعلمة التي ستتولى امر تعليمه في خلال السنة المدرســـية، اضافة الى اطلاعه على القوانين المدرسية بالتفـــصيل ليعرف حقاً ما سينتظره في اليـوم الدراســي الطويل.
وينصح الاختصاصيون في هذا الصدد بحض الولد على تنمية ثقته بنفسه كي يجرؤ على المطالبة بحقه في المدرسة، كما يجب تعليمه كيفية مشاركة الآخرين في اللعب كما في الصف.
ومن الغني التحذير من استعمال المدرسة كعنصر لتهديد الولد. كما يجب تفادي اخباره بأن المدرسة كانت تجربة سيئة بالنسبة الى احد الوالدين، او ان كرهها هو عامل طبيعي.
مخاوف محقة
ينصح علماء النفس في هذا الاطار بحض الولد على الكلام عن مخاوفه حيال المدرسة: هل خوفه نابع من التلاميذ الآخرين، من المعلمة الغريبة، من الابتعاد عن المنزل، من صعوبة الدروس؟... ليتم حينها معالجة مصدر الخوف من اساسه.
ويشيرون ايضاً الى ان قلق الولد يظهر عبر تصرف عدواني حيال الوالدين او الأشقاء في المنزل او حتى الجيران. لذا، يجب افساح المجال امامه كي يطلق العنان لأحاسيسه وغضبه قبل البدء في التكلم معه بشكل عقلاني وهادئ، خصوصاً ان الدراسات اثبتت ان الدماغ لا يكون مستعداً للتحليل بعقلانية عندما يجتاحه الغضب او عندما يتعرض لكمية كبيرة من الضغط او كما يسمى عصرياً «السترس».
فالراشد لا يتفاعل مع ما يراه وما يشعر به كما لا يحلل ابداً كالولد الذي يحتاج دماغه الى عشرين سنة كي يكتمل نموه حقاً. من هنا، اهمية استماع الوالدين حقاً لما يحاول صغيرهم كشفه من قلق وخوف... على طريقته، كي تتم مساعدته على مواجهة مخاوفه وعلى التعبير عنها.
اما الاطلاع على الاحصاءات في هذا الشأن فيساعد حتماً في تفهم مخاوف التلميذ. اذ ان 42 في المئة من تلامذة الحضانة الأولى في اميركا تعرضوا للعنف من قبل تلامذة آخرين خلال السنة الماضية. كما ان 31 الف تلميذ اميركي، بينهم 8500 لم يتعدّوا بعد عمر الحادية عشرة، اشتكوا رسمياً من العنف المدرسي.
في المقابل، يجب دفع الولد الى التعبير عن احاسيسه عبر طرح اسئلة محددة، مثل: اي لعبة لعبتم في الملعب؟ وليس مثلاً: هل لعبتم في الملعب؟ لأنه سيجاوب حينها حتماً: لا.
قوانين مدرسية في البيت
يتم التحضير لليوم الأول من المدرسة منذ منتصف العطلة الصيفية بحيث يشعر التلميذ الصغير ان عملية الانتقال الى النظام المدرسي تتم من دون صدمات او تبديلات جذرية تحطم ثقته بنفسه او بالروتين الذي كان اعتاد عليه. كما يتم التحضير وفق العمر المدرسي للولد، لا سيما في السنوات التي تعتبر مفصلية مدرسياً، مثل السنة الاولى حضانة، والاولى ابتدائي وتكميلي.
لذا، من الافضل تعيين مواعيد ثابتة للنوم وللطعام في المنزل، شهراً واحداً على الاقل قبل بدء المدرسة، ليشعر التلميذ ان الاندماج بالجو المدرسي وبالقواعد المدرسية ليس قهراً بحد ذاته انما استمرارية للنظام المنزلي.
ومن المفيد اشراك التلميذ في شراء الحاجات المدرسية، لا سيما القرطاسية كي يرتاح في استعمالها في ما بعد.
اما صبيحة اليوم الأول، فيتم النهوض من السرير نصف ساعة قبل الموعد المحدد، كي يتمكن الولد من تناول فطوره بهدوء من دون تسرع او هلع.
جحيم اليوم الأول
قد تشعر الأم ان اليوم المدرسي الأول هو جحيم حقيقي. صراخ وبكاء وعويل من كل صوب. اولاد يتشبثون بفستان الوالدة، امهات يبكين مع اولادهن، معلمات يحاولن تهدئة الوالدة والولد من دون جدوى... الا ان هذا اليوم بالذات قد لا يتخذ هذا المنحى المأسوي المعهود. يكفي اشعار الولد ان تركه في المدرسة ليس تخلياً عنه، لا بل تنص القوانين المدرسية الراهنة على البقاء مع الولد داخل الصف لبعض الوقت كي يعتاد على الوضع، على ان يتم اعلامه مسبقاً بموعد المغادرة من دون التسلل الى الخارج بعيداً عن انظاره.
ويجب الانتباه الى جعل الولد يرتدي ملابس سهلة يستطيع التحكم بها اذا هرع الى الحمام منعاً لإحراجه بطريقة او بأخرى.
ويتوجب ايضاً على الأم الانتباه الى العوارض الجسدية التي قد تنتاب الولد تعبيراً عن خوفه او كرهه للمدرسة: غثيان، الم في المعدة او البطن، صداع، ارق، صعوبة في تناول الفطور... املاً في ان يفوت موعد مرور الباص.
فاليوم المدرسي الأول هو مسوّدة السنوات الدراسية الطويلة التي تنتظره... والذي من الأفضل ان تكون ذكراه ايجابية.
تلامذة وفق الابراج
الأبراج تلعب دوراًَ ايضاً في تحديد نوعية التلميذ الذي سيكون ولدك منذ يومه الدراسي الاول كما مستقبلاً... شرط ان تصدقي ما تقوله.
فعلم الفلك يشير الى ان تلامذة الابراج النارية (الحمل والقوس والأسد) يتميزون بأنهم رياضيون بارعون ويتحلون بميزات القائد بالنسبة الى التلامذة الآخرين... شرط ألا يتحولوا عدائيين. من هنا أهمية تلقينهم مبادئ الديبلوماسية والتهذيب واللياقة منذ الصغر.
ويتميز تلامذة الابراج الترابية (الثور والجدي والعذراء) بسهولة اندماجهم في المدرسة وتأقلمهم مع قوانينها مهما كانت صعبة. فهم اول ما يتقربون من اصدقائهم، كما قد يبدون مركزين على الشرح امامهم فيما الحقيقة انهم غارقون في عالم خيالي خاص. من هنا وجوب تخفيزهم للإهتمام بالمواد الدراسية التي لا تعجبهم.
ويبدو تلامذة الابراج الهوائية (الميزان والجوزاء والدلو) من اذكى التلامذة واكثرهم شعبية بين رفاقهم. يهرعون لإنجاز فروضهم سريعاً في الصف... لإلهاء باقي التلاميذ في ما بعد. ومن المستحسن إسناد مهمات محددة اليهم في الصف مثل مساعدة المعلمة او غيرها.
اما تلامذة الابراج المائية (السرطان والعقرب والحوت) فهم الاكثر هدوءاً والاكثر ارهافاً في احساسهم. يعيشون في عالم خيالي واسع ويهرعون فوراً لمساعدة من تأذى من رفاقهم. غالباً ما يأتون الى البيت باكين ومتوعدين بأنهم لن يعودوا الى المدرسة ثانية. ويجب توجيههم نحو الموسيقى والفنون من اجل مساعدتهم على تثبيت ثقتهم بأنفسهم.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

استرخي